سعيد ابراهيم

أزمة التعليم في مصر

الجمعة 03 مارس 2023 -07:14

من اللافت للنظر  أن الحياة التعليمية في مصر متعثرة في تقدمها وتحتاج إلي زاد خصبا من أجل إعداد مواطن تتأثر معارفه بماضية العريق صاحب الجذور الحضارية المتميزة حتي ينضج معرفيا وينمو نموا ثقافيا يؤتي ثمارا غنية بفوائدها العملية.
 فلا بد من عمل إستراتيجية توضح الهدف من التعليم ولا يمكن بتاتا اعتبار المعرفة أداه جاهزة في الظروف الراهنة لاستعمالها دون فحص معايير طبيعتها وحينما نستطيع فك طلاسم المشكلة فإننا نستطيع أن نسلح العقل بسلاح يواجه العداء الدموي بين العلم والجهل.
 ولن يتأتي ذلك إلا بعد وضع الطالب من خلال مناهجه الدراسية في الواقع الذي يعيشه، فكلما كان المنهج التعليمي إثرائي يكتسب الطلاب من خلاله أداء أفضل ومهارات تعليمية عاليه تمكنه من تطبيق ما يتعلمه مستقبلا ، والتجارب المصرية تجري منذ الثمانينات من القرن العشرين وهي الفترة التي وضعت فيها برامج عده لتطوير التعليم ، واستهلت التجارب آنذاك ما تحول فيما بعد إلي مجموعة كبيرة من الدراسات التي تهدف إلي تنمية التحصيل المعرفي الابتكاري في شتي مستويات التعليم .
إن دقة اختيار المناهج من أجل ملائمة الواقع سواء من حيث النوع أو الكم هي الشرط الأساسي لضمان الارتقاء بمستوي التعليم ، وعلي وزارة التربية والتعليم أن تضع المفاهيم التي تنمي روح التسامح وتوعية الدارس بحقوقه الإنسانية واحترام المساواة بين أبناء الوطن ،وسوف نستلق سويا السلم التعليمي للتنقيب عن أوجه القصور في كل مرحلة من مراحله .
بداية نتحدث عن الأهمية المتعاظمة لمرحلة التعليم في الطفولة المبكرة حيث تتطلب هذه المرحلة رعاية علمية تربوية جيده من خلال برامج تعمل علي تنمية الطفل من الناحية المعرفية واللغوية والإدراكية بطرق علمية حديثة لابد  وأن تكون فعاله وفقا لاحتياجات الأطفال.
 وتلاءم مراحل نموهم وتلبي اهتماماتهم وترتبط ارتباطا وثيقا بالأسرة والمجتمع المحلي لأنها البيئة الأساسية لرعاية الطفل وتعلمه ويطلق عليها مرحلة التعليم ما قبل المدرسي وهي هامه جدا وكما يقال ( التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر)  ، أما مرحلة التعليم الأساسي فهي  مرحلة الاكتساب العلمي ؛ ولابد وأن تكون المناهج في هذه المرحلة قادرة علي تنمية المهارات والقدرات العلمية والعمل علي ترسيخ القيم والهوية الثقافية.
 باعتبارها عنوانا لامتهم وتتطلب هذه المرحلة برامج علمية حديثة بعد أن تأكد امكانية تدريس بعض المواد الدراسية من خلال إيقاع موسيقي هادئ مصاحب بأغنية عن المادة كما أن هناك ضرورة لوضع عدد حصص مناسب للمناهج التي تدرس والتي لابد أن تتميز بالبساطة والتركيز في المعلومات التي يراد إفهامها للدارسين في هذه المرحلة.
  أما عن التعليم الثانوي وقضية أن تكون الثانوية العامة سنة واحدة أو أكثر فتلك لم تكن القضية حيث أن التعليم الثانوي هو المرحلة التي تسبق التعليم الجامعي فلابد من إعداد وتجهيز الدارس في هذه المرحلة وتحديد ميوله العلمية له تمهيدا لالتحاقه بالكلية المتخصصة حتي نغلق باب التنسيق الذي لا يراعي الميول والقدرات بقدر اهتمامه بكم الدرجات .
وحتي لا يتشتت الدارس ذهنيا بين ما يرغبه وما لا يرغبه فيجذبنا الحديث إلي محور العملية التعليمية آلا وهو المعلم فمن أهم زوايا نجاح العملية التعليمية أن يتم تحسين أوضاع المعلمين حتي ترتقي الناحية المعنوية والعلمية لديهم فيؤدون دورهم علي أكمل وجه لأنهم يلعبون دورا أساسيا في بناء العقول ولن يحدث تقدم أو تطور للتعليم إلا بتقدم وتطور المعلم .
ولابد من احترام المعلمين لأنهم حجر الزاوية في العملية التعليمية ومنحهم أجور مجزية وعمل إستراتيجية تدريب لهم للارتقاء بهم مهنيا وعلي المعلمين أن يستوعبوا رسالتهم المهنية وأن يكونوا مستعدين للمحاسبة من المجتمع لذلك يتعين علي المسئولين وضع سياسة ثابتة ومحددة حتي يختفي من المجتمع الدارس التاجر وتختفي معه أعباء الدروس الخصوصية التي أثقلت كاهل الآسر المصرية .
 

                                                                       
saeedibrahimmohamed@yahoo.com