ابدأ بما اظننى افهمه .. موضوع السويفت سويفت (SWIFT)، وهي اختصار لـ( The Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications) هى منظمة مجتمع مدنى ( اكرر مجتمع مدنى ) غير هادفه للربح !!!
تأسست عام 1973 و مقرها بلجيكا .. مهمتها الواضحة من اسمها هى تسهيل و ( تأمين ) التحويلات البنكيه و المخاطبات المالية و من ثم ( توثيق ) نقل الملكية و الحيازة للأصول الماليه عبر العالم .. وقت تأسيس تلك ( المنظمه ) كانت تستخدم تكنولوجيا اتصالات خاصه بها و متقدمة جدا فى حينه حتى استبدلت المؤسسات الماليه و المصرفية اسلوب التلكس المشفر المستخدم وقتها فى ( تأمين ) الإتصالات المالية بنظام كان وقتها هو الأحدث و الاسهل و الأرخص و المسمى سويفت .. ( منظمة ) سويفت تتولى تأمين و تبادل الرسائل المالية بين 11000 مؤسسه ماليه دوليه فى 200 دوله و بواقع نحو 40 مليون رساله يوميا !!
و بعملات حقوق السحب الخاصة الست في الأساس .. حجم تعاملاتها اليومية غير معروف بشكل واضح لكنه بالمليارات .. يوميا . ( المنظمة ) كما قلنا غير هادفه للربح .. و تمارس ( تأمين ) الرسائل بتشفير عالي التقنية و التدقيق .. و تتحكم ( أراديا ) في نسبه لا تقل عن 60% من تجارة العالم بين الدول .. مؤسسوها بنوك تجاريه فقط ..
و أكرر ( غير هادفه للربح ) !!! خلال تعارض مصالح الغرب مع ايران .. تم وضع مراسلات المؤسسات المالية الإيرانية تحت التدقيق و الرقابة مع منح ( المنظمة الغير هادفه للربح ) حق اعتراض او ( منع ) تمرير معاملات ماليه من و الى دولة ايران .. !!!
تكرر الفعل بدون ضوضاء تذكر مع العراق كجزء من تطبيق النفط مقابل الغذاء الذى اذل شعب العراق و تحكم فى ثروات ارضهم .. الأمر لاحقا نال بعض المغضوب عليهم من طغاة العالم كعايدى امين او فرح عيديد و بعض طغاة امريكا اللاتينية .. لكن لم يحدث الأمر ضوضاء فعليه فى حينه .. فأيران كانت عدوانيه لا نصير لها و العراق كان يتيما ممزقا .. و الطغاه هم مجرد اذرع للغرب تقرر الخلاص منهم .. لكن بوعى القوى الاقتصادية الصاعدة فى العالم لخطورة هذه ( المنظمة ) شرعت دول اخرى و انظمه اخرى في ابتكار وسائل ( تأمين ) و تسهيل تداول الأموال و التعهدات عبر الحدود الدولية .. فظهرت بعض ( منظمات ) و ( أنظمة ) تداول الأوامر الماليه اهمها فى الصين و ايضا روسيا .. لكن لم يحقق ايهم جاذبيه كافيه خارج حدود بلاده و أن كان مثل نوعا ما بديلا حاضرا لفكرة سويفت .. ما يهمني الأن هو التلويح بقرار منع خدمة سويفت عن روسيا .. وهو قرار لو تعلمون عظيم و بالغ التأثير .. لا في روسيا وحدها لكن فى مناخ التجارة العالمية كلها .. مبدئيا اعترضت المانيا على تطبيق القرار .. فالشروع فيه يهدد الكثير من التجارة الخارجية الألمانية ذاتها ..
لم يظهر للصين او الهند او دول افريقيا او امريكا اللاتينية صوتا معترضا على استبعاد روسيا من السويفت .. و أظن انهم اجتمعوا على القراءة الصحيحة للمستقبل و العمل بدل الحديث على ايجاد وسيلة تأمين التبادل المالي عبر الحدود غير سويفت ... ف(منظمة ) سويفت لم تعد مؤسسه ماليه محايده ( كبنوك سويسرا مثلا ) لكنها كشفت عن نفسها كرقيب و حسيب و الأخطر .. ( سلاح ) يمكن به الانخراط فى اشتباكات دوليه و ( التحيز ) لطرف مقابل طرف .. !!!! تلك هى القاعدة الأهم فى التجارة الدولية التى يجرى اليوم تغييرها و بشكل جذري .. التعامل الدولي المالي يجب ان يتم بعيدا عن ( منظمة ) سويفت .. مؤكد ستبتدع الدول الهامه اقتصاديا اساليب اخرى فى التداول المالي فالصين اكبر مصدر و مستورد في العالم اجمع ..
مؤكد لن تترك معاملاتها المالية تحت رحمة ( منظمة مجتمع مدنى غير هادفه للربح ) .. مابالنا لو انضمت للصين باقي دول البريكس فقط ( البرازيل و الهند و روسيا و جنوب افريقيا ) مثلا ..
و ما قد يتبعهم من دول كثيره ( استفادت و ستستفيد ) من المنح و القروض الصينية الغزيرة المطلوبة للتنمية فيهم ؟؟ قد نرى نظم اخرى ل( تأمين ) التداول المالي ,... قد نرتد على عجاله لنظام المقايضة السلعية بما يعرف بالصفقات المتكافئة Barter trade و الذى تحدى به العالم الاشتراكي هيمنة الدولار لعقود فى الخمسينات و الستينات و مابعدها قبل انسكاب الثروات النفطيه الداعمة للدولار فيما عرف بظاهرة البترودولار ..
قد نرى مراكز تجميع انتاج بقوانين خاصه ( مثل قوانين لوكسمبورج التي تحمى الشركات المتعددة الجنسيات ) .. قد نرى تعديلات تشريعيه فى بعض الدول لحماية نقل الملكيات و الأموال و اقليم قناة السويس فى مصر نموذج مثالي لتطبيق تلك الفكرة لو .. أكرر ( لو ) توفرت الأراده للفعل و تظافرت العقول للعمل .. العقل البشرى لا حدود لابتكاره و الحاجه ام الاختراع ..
و احساس رأس المال بخطر الحظر و المنع احساس طاغي يحتم على الدول و الشركات نفسها البحث عن مخارج و حلول كملخص .. اقول : اثبت النظام المالي الحالي خطرا على رؤوس الأموال فى العالم أجمع بوضوح تحيز أداة تداول الأموال الأشهر فى العالم و التى أسسها النظام المالي ل( تثبيت ) قاعدة التعامل بالدولار تحتم على المصدرين و المستوردين فى العالم( و أكبرهم الصين حليف روسيا الأول ) الوصول الى وسيلة تبادل اموال و سلع بأمان تغنيهم عن الوقوع تحت احتمال ( تحيزات ) منظمة سويفت كل ( الأنظمة ) الشرعية لدول العالم اليوم تشعر بتهديد بل و امتهان لقدرة (منظمة عمل مدنى غير هادفه للربح ) على تحدى وجودهم من الأساس .. فمنع التداول المالي عن ( دوله ) هو بمثابة القاء قنبلة ذريه على عاصمتها .. و المهين ان صاحب تلك القنبلة الذرية هو .. مجرد (منظمة عمل مدنى غير هادفه للربح ) !!!! احقاقا للحق و لفضل أساتذتي الكرام .. اتذكر هنا : - مقولة د. حازم الببلاوي اول رئيس لى فى العمل المصرفى ( اراه عبقريا فى الاقتصاد و فاشل كرئيس وزراء تولى المسؤولية فى ظروف عصيبة ) سنة 1987 خلال اجتماع تعليمي لموظفي بنك الصادرات ( و شرفت ان كنت منهم ) حين قال ( نظام سويفت مرعب .. بيخوفنى انا شخصيا .. زي الروم سيرفيس room service بتاع الفندق .. صحيح بينضف الأوضه و يوصل لك الأكل و اللوازم كلها .. لكن .. مفتاح اوضتك معاه .. و انت بتخرج و تسيب له كل حاجتك .. ) - النداء المتكرر لأستاذنا الدكتور شريف دلاور Sherif Delawar امام الرئيس نفسه اكثر من مره بحتمية تحقيق ( الاستقلال الرقمي ) ,,
فبدون استقلال رقمي ستظل كل محاولات التطوير و القمنة مجرد عمل دؤوب تحت سيطرة غيرنا .. ختاما .. ابحث كمصري عن بدائل للتداول مع العالم بغير نظام السويفت الذى اظنه اليوم صار مثار توجس و حذر الكثيرين من المؤسسات المالية فى العالم .